في مدينة العشاق
هناك سوق الجراح
ياتي كل العشاق ليعرضُ جراحهم
سوق يتسع لكل القلوب
فهذا جرحه من قريب
وهذه جرحها من رحيل حبيب
قلوب اختلطة باحزان المحبين
تعتصرهم اعتصار رمت بهم كل الطرق
الى سوق الجراح
يبحثون من يبادلهم بجراحهم العميقة
بجراح بسيطة
يبحثون لمن يداوي همهم
يبحثون في سوق الجراح لحظات امل
وثواني حياة جديدة
يستبدلون بها الماضي الحزين
فقد اتعبهم حمله منذو سنين طويلة
فكم تحملو قسوتها ومرارة
العيش بها
وان الاوان ان يبيعونها
ولكن من سيشتري منهم
فالكل هنا اتى ليبيع حزنه
وماساته ورماد مشاعره
هل هناك من يستطيع ان
يبيع لهم مشاعر نقية لم يرسم
الالم والحزن على صفحاتها
ولم يعبث بها محب خائن
او انسان لم يكن بمقدوره
ان يتحدى الاقدار
للحزن الف لون وللحب لون واحد
لون النقاء الصدق والعفوية المطلقة
يستبيحك دون ادنى حركة منك
ولا تستطيع ان تقاومه
وتمنعه من الاستقرارفي الاعماق
الحزن له طعم الملح
فلم يكن الحزن له غير دمعة
مالحة قبل ان تخرج
تثير الالم ومشاعر الحرمان
تعتصر معها الروح اعتصار
ينزع الروح من الاحشاء
فكل تلك المشاعر تجدونها في سوق الجراح
فهل وجدتم من يشتري منكم تلك
الجراح
ويعطيكم سعادة وامل وفرح مقيم
يمسح عناء ذلك الالم
لاانني لم اجد من يستطيع ان يشتري حزني
في ذلك السوق